الكل يستعد لرمضان، وأكثر الناس استعداداً لرمضان ـ كما أظن ـ هم أهل الفن، فمسلسلات رمضان يخطط لها من انتهاء رمضان الماضي، وربما تبدأ الأفكار ويتم التعاقد مع شركات الانتاج اثناء رمضان لرمضان القادم، كل هذا حرصاً على جني الارباح والمكاسب والشهرة.
أنا لن اتكلم عن جميع المخالفات الشرعية التي في المسلسلات ولست احلل امراً من المحرمات في غير رمضان، ولكن وصلت الحال ببعض مسلسلات رمضان انها اصبحت بكل بساطة (قليلة أدب)!!.. أو احياناً (عديمة أدب)!!.. بعض المسلسلات في بعض القنوات الفضائية لا هم لها إلا كسب المشاهدين عبر الإثارة (غير الشريفة)!! وإلا ماذا يعني أن تتمايل فتاة بكامل زينتها وتبرجها وتتميع في كلامها وربما تتلفظ بألفاظ لا حياء فيها؟ وماذا تعني مسلسلات تحكي قصص الحب والغرام، والعلاقات الجنسية بل التركيز على علاقات الشذوذ في السيناريو؟ كل ذلك في رمضان!!.
إذا كان بعض من يؤلف هذه المسلسلات يعيش أجواء (الشذوذ) أو (العلاقات المحرمة) ويظن أنها هي الأصل في الأسر الخليجية وبالذات الكويتية فإنه واهم، فإن الناس بفضل الله يغلب عليهم العفة والستر وإن كانت هذه المشاكل موجودة وهذا الانحراف بدأ ينتشر الا ان من كتب والف هذه المسلسلات لا يعرضها على سبيل الاستنكار والاستهجان بل على سبيل عرض الواقع والاكتفاء بذلك وربما التشجيع عليه!!.
صارت المسلسلات اليوم لا تعتمد على قوة الاداء او الاحتراف في كتابة السيناريو او الاخراج، انما يعتمد بعضها اليوم على جلب الفاتنات ، واصطياد الجميلات والزامهن لبس العاري من الثياب، والاتيان بأفعال وحركات غريبة يشمئز منها الشرفاء، وهذه الامور تستنكر في كل العام، فكيف اذا كانت برمضان؟! عيب ان تصفد شياطين الجن وتفتح ابواب الجنان وتغلق ابواب النيران وبعض الذين (لا يستحون) يستعد من الآن لبث قذارته ولوثته الاخلاقية على ملايين البشر، وكأنه ليس بحاجة الى شياطين ليفعل ما يفعل بأمة الاسلام.
اللوم أولاً يقع على من يملك القنوات الفضائية الذين بيدهم منع هذه المسلسلات ووضع الضوابط لاختيارها، ومن يدير هذه القنوات كيف يسمح لنفسه بعرض مثل هذه المسلسلات التي لا تراعي الشريعة ولا الأخلاق ولا العادات الأصيلة؟
واللوم يقع أيضاً على المشاهدين الذين بيدهم اختيار ما يشاهدون فلو عارض الناس وضع مثل هذه المسلسلات والبرامج لما اقدمت اكثر القنوات على وضعها، ولاشترطت على شركات الانتاج انتاج مسلسلات هادفة ليس فيها هذا الابتذال الحاصل في اكثر المسلسلات اليوم.
ولو اتصل الغيورون على مديري القنوات الفضائية يستنكرون عرض بعض البرامج التافهة التي لا تتناسب مع كل الشهور فكيف برمضان؟! واستنكروا عرض المسلسلات (الوقحة) ربما، وأقول ربما فكر هؤلاء المديرون في احترام آراء المشاهدين، إن كانوا حريصين على قنواتهم.
ولأنني في الإعلام وأعلم عن كثب ما يدور وراء الكواليس فيها، أقول بملء فمي ان اكثر المسلسلات التي تملأ فيها اوقات القنوات في رمضان بالخصوص (تافهة)، وليس وراءها اي هدف الا (الربح المادي)، حتى العمل من اجل الاحتراف واحترام مبادئ (الفن) ـ ان كانت فيه مبادئ ـ فهذا الامر بات ثقيلاً عند من ينتج البرامج والمسلسلات الرمضانية.
لنرفع اصواتنا جميعاً ولنقل لكل من يقوم على كل الفضائيات احترموا شهر رمضان واحترموا المشاهدين في هذا الشهر، ورحم الله كل من كان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.
ذ. الشيخ نبيل العوضي
ذ